29 dic 2012

وداعاً للأعذار…”نعم” للإنتاجية


ما الذي يمنعنا من أن نكون أفضل المسلمين، بل أفضل البشر؟ إنها الأعذار. تُشكل الأعذار جزءًا كبيرا من الصراع الداخلي الذين نواجهه يومياً. و الأعذار الأكثر شيوعاً هي التي تتعلق بتحمل مسؤوليات عديدة، أو العزم على القيام بها لاحقاً، أو عدم امتلاك الطاقة الكافية أو الوقت الكافي للقيام بها جميعا. لقد حان الوقت لنسيطر على كل هذه الأعذار!
كيف يمكننا وضع حدّ للأعذار؟
تعتريك رغبة في أن تكون مسلما أفضل. تريد أن تبدأ في ممارسة الرياضة. تريد أن تقرأ لتزداد علماً. تود أن تصبح من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات. لكن بالرغم من رغبتك الشديدة في القيام بكل ذلك، فإنك على ما يبدو لا تستطيع القيام بأي منها!
لماذا؟
لأنك تسمح لأعذارك أن تتحكم بك. إذن، كيف يمكن للمرء أن يتغلب على الأعذار؟ الخطوة الأولى هي أن تحدد نوع العذر الذى يمنعك من التقدم ثم العمل على إزالته.
لذا دعونا نحدد خمس أعذار شائعة تمنعنا من العمل الجاد ونرى ما يمكننا فعله حيالها:
العذر الأول: “هناك شيء آخر أريد القيام به الآن”
ربما يكون هذا العذر من أكثر الأعذار المتعلقة بالعبادات التطوعية مثل قراءة القرآن أو أداء النوافل.
من النادر أن نعترف بأن أي نشاط أكثر أهمية من ذكر الله، لكننا إما نعتقد ذلك لاوعيا أو نستسلم لوسوسة الشيطان الذي قال لرب العزة”…فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ” (الأعراف،الآية 16).
اسأل نفسك: ما هو البديل الذي تريد القيام به؟ هل هو أمر هام مثل مساعدة والديك؟ أم أنه أمر ترفيهي مثل مشاهدة فيلم أو تصفح الصور على الفيس بوك؟ إذا كان الأمر يتعلق بتلبية احتياجات والديك أو التزام آخر، فربما من المنطقي أن نعتقد أنه ليس عذرًا، بل سببًاً وجيهاً.
لا بأس من القيام ببعض الأنشطة الترفيهية، إلا أنها يجب أن لا تكون محور اهتمامك طوال اليوم. والأهم من ذلك هو ألا تفضّلها على الأعمال الصالحة. فالحل هو أن نبقى متيقظين وحذرين من وساوس الشيطان والنفس التي تميل إلى الراحة والرفاهية. فعندما تفكر في قراءة القرآن ثم تراودك هذه الوساوس ابعدها مباشرة بالاستعاذة وتابع العمل بها.
العذر الثاني: “سأقوم بذلك لكن في وقت لاحق”
هذه الحجة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالعذر الأول، إلا أننا ارتئينا التطرق إليها في فقرة أخرى لإبراز خطورتها. باستخدام هذا المنطق، فإننا نؤجل القيام بأحد المهام إلى مستقبل غير محدد وغير مضمون. الحل الأمثل لإيقاف هذا العذر هو إدراك الحقيقة أن لنا القدرة على التحكم في الحاضر أكثر من المستقبل. وهذا الإدراك نابع من علمنا بأننا قد نموت في أي لحظة. ومن أجمل ما قيل في ذلك: “إِنَّمَا الدُّنْيَا ثَلاثَةُ أَيَّامٍ: مَضَى أَمْسِ بِمَا فِيهِ، وَغَدًا لَعَلَّكَ لا تُدْرِكُهُ، فَانْظُرْ مَا أَنْتَ عَامَلٌ فِي يَوْمِكَ.” (من كتاب كلام الليالي والأيام لابن أبي الدنيا). وقد أوصانا الرسول (صلى الله عليه وسلم) بذكر الموت حين قال: “أكثروا من ذكر هادم اللذات” (رواه الترمذي وابن ماجة والنسائي). فتذكّر الموت يحثنا على الالتزام بهذه المقولة: “لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد”.
العذر الثالث: “لا أمتلك الإمكانيات المطلوبة”
  • “سأبدأ في دراسة الفقه حينما يتسنى لي السفر والتعلم على أيدي العلماء الأجلاء.”
  • “أريد غرفة خاصة بي للتركيز والدراسة، وإلا لن أستطيع دراسة القرآن”.
  • “جهاز الكمبيوتر الخاص بي بحالة سيئة؛ سأستكمل البحث المطلوب من يحين أنتهي من إصلاحه.”
كم مرة أقنعنا أنفسنا بمثل هذه الأعذار؟ للتوقف عن خلق الأعذار، ذكّر نفسك أنه حيثما وُجِدت الإرادة،سوف تتبعها الوسيلة. هل هناك مصادر إزعاج تمنعك من التركيز في المنزل؟ اذهب إلى المكتبة. هل تنتظر الحصول على كتاب أو مرجع؟ في فترة الانتظار، ابحث في أماكن أخرى لتتعرف على الموضوع قبل أن تحصل على الكتاب.
عندما تخلق أعذار بسبب الظروف المحيطة بك، فإنك بذلك تضع نفسك في حالة ذهنية غير مستعدة لتقبل العلم أو الإيمان أو تطوير الذات. إذا كان ينقصك شيء لتصبح شخصًا أفضل، فادع الله سبحانه وتعالى بإخلاص؛ وإياك والإحباط، إنما اسعى جاهدًا للبحث عن بدائل.
وداعاً للأعذار...نعم للإنتاجية!العذر الرابع: “ليست لدي طاقة”
إن انخفاض الطاقة البدنية عادةً ما ينتج عن اتباع نظام غذائي غني بالكربوهيدرات أو عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو عدم ممارسة الرياضة. فاعمل على كسب الطاقة البدنية للحفاظ على الأمانة التي أعطاك الله إياها واغتنامها. عليك أيضًا أن تسعى للتمتع بالطاقة الروحية التي تمكنك من المبادرة في فعل الخيرات، بغض النظر عن مستوى طاقتك الجسدية. أعتقد أن الطريقة الأكثر فاعلية للتغلب على عذر قلة الطاقة الجسدية هو التفكير في هؤلاء الذين يتمتعون بطاقة روحية عالية. فهؤلاء الأشخاص لا ترهقهم العبادة والأعمال الصالحة، بل يتحمسون أكثر بعد القيام بها ويحفزهم الأجر. وكما قال أحدهم معلقاً على تفطّر قدمي الرسول (صلى الله عليه والسلام) من طول صلاة القيام: “لذة المناجاة أنسته ألم المعاناة.” لذلك، عليك محاولة الاقتداء بهؤلاء الأشخاص في اجتهادهم والدعاء إلى الله عز وجل أن يجعل الأعمال الصالحة بمثابة مصدر للطاقة بالنسبة لك. وتذكر أنك كلما بذلت مجهودا أكبر في أداء تلك الأعمال، سوف تحصل على ثواب أكبر بإذن الله.
العذر الخامس: “ليس لدى وقت كافي”
هل لاحظت كيف يقوم بعض الأشخاص بالكثير من الأنشطة؟ كيف تعتقد أنهم يقومون بها؟ من المؤكد أنهم يغتنموا البركة الموجودة في اليوم. ما رأيك لو اتبعت الخطوات التالية لزيادة البركة في وقتك؟
مضاد للأعذار 1: نم مبكرًا واستيقظ مبكرًا
حينما تنام بعد صلاة العشاء وتبقى يقظا بعد التهجد أو الفجر، ستجد أنه لديك المزيد من الوقت في اليوم. اعطِ نفسك ساعات إضافية قبل الذهاب إلى العمل أو المدرسة/الجامعة لتقوم فيها بالأعمال التي عادةً ما تكون متعباً للقيام بها ليلًا، مثل قراءة وتدبر القرآن، والذكر الكثير، وممارسة الرياضة وغيرها.
مضاد للأعذار 2: أدِّ مهامك بكفاءة
هل هناك أعمال تتطلب 30 دقيقة لإتمامها لكنها تأخذ منك ساعتين؟ انتبه لمضيّعات الوقت وركز فقط على المهمة التي بين يديك من خلال وضع هاتفك جانبا على صامت وإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي مؤقتا، إلخ.
مضاد للأعذار 3: اعرف متى تقول “لا”
هل تتحمل أعباء فوق طاقتك، أو تقوم بأنشطة لن تنفعك على المدى الطويل؟ إذا لم تساعدك الخطوتين السابقتين، عليك إعادة النظر في مجمل الأنشطة التي تقوم بها واتخاذ قرار بتلك التي ستتركها.
إلى أن تعي أمتنا هذه الأعذار المانعة عن الإنتاجية وتتحلى بالقدرة على التغلب عليها، لن نتمكن من النهوض من سباتنا واغتنام رحمة الله الواسعة ونعمه العظيمة علينا. في الختام، أذكركم بسورة العصر: ”وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) “
هل توقفت مؤخراً عن خلق الأعذار وبدأت في إتمام مهامك كلها؟ أطلعنا على السر وراء نجاحك!

منقول من موقع المسلم المنتج

0 comentarios:

Publicar un comentario

Twitter Facebook Digg Stumbleupon Favorites More