وَطَنِي كَعْكَةٌ
تَقَاسَمُوهَا مَعَ حُلولِ الظَّلامْ
وَطَنِي ولِيمَة
مَا حَضَرَهَا سِوَى اللِّئَامْ
فِي يَوْمٍ دَاجٍ
ولَيْلٍ غَافٍ
ونَحْنُ نِيامٌ فِي زرَائِبِ الأنْعَامْ
نَحْلُمُ بالْيَاسَمِينِ
بِتَفَتُّحِ أزْهارِ الرُّمانِ
بِعَناقِيدِ الْعِنَبِ واللَّيْمُونِ
واخْضِرَارِ الْحَقْلِ والْبُسْتانْ
كُنَّا نَتَقَلَّبُ كَمَا الأنَامْ
نَمُدُّ يَدنا بَيْضاءَ للسَّلامْ
فِي بَراءَةِ الصَّبايَا
وبَكَارَةِ الْعَذَارَى
نَحْلُمُ بالْحُورِ عِينٍ
بالْحِسَانْ
فَمَا صَادَرُوا الْحلْمَ
ومَا قَيَّدُوا جِيَادَ
خَيَالِنَا السَّابحِ فِي الأوْهَامْ
سِوَى أنَّهُم بهُدُوءٍ
ومُنْتهَى الاطْمِئْنَانْ
سَحَبُوا الأرْضَ
تَحْتَ أقْدَامِنَا
تَرَكُونَا فِي الْهَواءِ
بلا مَرْعَى
بلا كَلأ
بلا مَاءْ
سَرَقُوا الشَّمْسَ
حَجَبوا عنَّا السَّمَاءْ
لا تَقُلْ خَانَنَا الدَّهْرُ
أو قَضَاءٌ وقَدَر
وَقُلْ هَذَا مَا شَاءَ الْبغَاءْ
وَزَارِعِي النِّفَاق
الشَّوكَ.. والرِّيَاءْ
تَرَكُوا لَنَا الدَّمْعَ شَجِياً
النَّحِيبَ وَالْبُكَاءْ
وصَوْتنَا الْبَاهِت ثُغَاءْ
تَرَكُوا لنَا حَبْل نَشِيرٍ
علَيهِ حصِير
ومذْيَاعاً عَتيقاً
يُذِيعُ كُلّ يوْم
الزَّفيرَ والشَّخِير
وصَوْتُ مُفْتِي الدِّيارْ
يُديرُ الْكَلامَ باقْتِدارْ،
يُوصِينا بالصِّيامِ...
بالقِيامِ...
بالطَّاعَةِ لَيْلَ نَهار!
من ديوان عناقيد الصمت باب الخروج من الصمت
الشاعر/سعيد حرور المضيق المغرب.
0 comentarios:
Publicar un comentario